تــأ ســيّــس الجّامعهّ

زائر

بعد استقلال لبنان في 22 تشرين الثاني 1943، تنادى بعض وجهاء آل شبارو، لإعادة إحياء جامعة آل شبارو بالحصول على ترخيص قانوني من حكومة الاستقلال. وعقدت اجتماعات متواصلة، برئاسة يحيى مصباح شبارو "أبو مصباح" الذي كان قد عاد من المهجر في تلك السنة (1943) وقد جمع ثروة طائلة. وكان أول ما فكر به هو جمع آل شبارو لمساعدة المحتاجين منهم.

وبعد تحرك استمر طيلة سنتين كاملتين، وقع وزير الداخلية يوسف سالم، علم وخبر رقم 1943 بتاريخ 29 تشرين الثاني 1945 وذلك بناء على المرسوم رقم 3839 المؤرخ في 22 آب 1945، وبناء على الطلب المقدم من مؤسسي الجمعية المسماة "جامعة آل شبارو العائلية الخيرية" في بيروت، والتي ضمت هيئتها الإدارية أربعة: يحيى مصباح شبارو (1905 – 1980) ممثلاً للجمعية تجاه الحكومة، والأعضاء: عفيف حسين شبارو (1917 – 1970) وأحمد رجب شبارو (1921 – 1996)، وعبد الله حسن شبارو. وهنا لا يسعنا إلاّ التنويه بما قام به هؤلاء الأربعة من جهود لتفعيل عمل جامعة آل شبارو، وبخاصة بعد أن انضم إليهم عبد السلام شبارو (1900 - 1980) ومحمد رجب شبارو (1920 - 1981).

وقد احتفظ يحيى مصباح شبارو بالنسخة الأصلية لعلم وخبر وزارة الداخلية منذ الحصول عليها في 29 تشرين الثاني 1945، ليضعها في برواز خشبي، حتى وفاته في ليلة الإسراء والمعراج سنة 1980، حيث تم دفنه بعد جنازة حاشدة. وكان ابنه المهندس هيثم يحيى شبارو قد احتفظ بهذه النسخة داخل البرواز، ولولا عمله هذا لضاعت هذه الوثيقة كما ضاعت وثيقة أول علم وخبر حصل عليه آل شبارو سنة 1921. كان من الطبيعي، أن يتراجع عمل جامعة آل شبارو، مع مرور الأيام، لعدم تكاتف جهود شباب آل شبارو مع الرواد شباب الأمس الذين تحولوا إلى شيوخ، حتى توقف نشاط الجامعة مع اندلاع الحرب العبثية في 13 نيسان 1975. ومع ذلك لم تنته الجامعة، لأن بذرة الخير دائماً تجد من يغرسها محدداً لتنبت وتزهر، وهذا ما حدث مع قيام اللجنة المؤقتة لإحياء جامعة آل شبارو، في سنة 1993، لتعمل طيلة ست سنوات انتهت بانتخاب هيئة إدارية جديدة سنة 1999.

تأسيس جامعة آل شبارو (كانون الثاني 1921)

يعتبر مصطفى شبارو، وهو أحد مؤسسي جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت، أول من فكر بتأسيس رابطة أو هيئة تجمع أفراد آل شبارو، لكن المنية وافته مطلع القرن العشرين، دون أن تتوقف فكرة تأسيس مثل هذه الرابطة أو الهيئة. وكان السلطان العثماني محمد رشاد، قد أصدر قانون الجمعيات في الأول من شهر آب 1909م، وذلك تمشياً مع سياسة الدولة العثمانية في إشراك القطاع الخاص في الشؤون الاجتماعية، وصرف الأفراد عن العمل الحزبي. عرّف القانون الجمعيات في مادته الأولى الجمعية بأنها مجموع مؤلف من عدة أشخاص لتوحيد معلوماتهم أو مساعيهم بصورة دائمة ولغرض لا يقصد به اقتسام الربح.
ومنعت المادة الثالثة تأليف جمعيات مخالفة للقوانين والآداب العمومية أو قصد الإخلال بالدولة أو تغيير شكل الحكومة أو التفريق بين عناصر الدو لة. كما منعت المادة الرابعة تأليف جمعيات سياسية أساسها أو عنوانها القومية والجنسية. وكان البيارتة – كعادتهم – سبّاقين في تطبيق هذا القانون من خلال إقدامهم على تأسيس جمعيات عائلية، بقصد مساعدة الفقراء من أبناء الأسر. كانت جمعية آل الفاخوري من أولى الجمعيات – إن لم تكن أولاها – التي أعطي العلم والخبر بتأسيسها من قبل والي بيروت عزمي بك تحت رقم 1012 تاريخ 28 كانون الثاني 1910م.
يذكر أن صحيفة الاتحاد العثماني نشرت في 15 شباط 1910م تحت عنوان "مشروع عائلي خيري" تقول:
"اجتمع منذ أمد قريب، نحو 40 نفس من عائلة بني طبارة في بيروت، وقرروا القيام بمشروع عائلي خيري، وهو جمع المرتبات الشهرية من أغنياء العائلة المذكورة، وإنفاقها على تعليم أبناء الفقراء تعليماً "إجبارياً"، مع القيام بنفقاتهم المدرسية وغيرها، وإعانة الفقير المضطر، إلى غير ذلك من المعاونة على السرّاء والضرّاء وتوثيق عرى العصبية وصلة الرحم. وقد انتخبوا عمدة للقيام بهذا المشروع مؤلفة من 15 نفس من شبان العائلة، ووضعت لها نظاماً تسير بموجبه، وأرسلته إلى الحكومة، فصادقت عليه وأذنت به بموجب تحرير من الوالي نمرة 1087 تاريخ 2 صفر 1327هـ. والعمدة تجتمع كل أسبوع. وقد أحصت أفراد العائلة كلها في دفتر خاص، وأخذت بالتحقيق عن الأفراد الفقراء، وبلغ الاكتتاب الشهري الأول 500 قرش".
وأضافت الصحيفة تقول: "وبلغنا أن عائلة الفاخوري قد سبقت هذا المشروع، وكذلك عائلة الغندور. وأن عائلة بيهم والعيتاني والحص، قد اجتمعت في هذا الأسبوع وقررت أيضاً تأليف جمعية لها. ولنا وطيد الأمل بأن لا يمضي ردح من الزمن حتى نرى سائر العائلات في بيروت ناسجة على هذا المنوال المفيد لها وللوطن العزيز".
وإذا كانت جمعية آل الفاخوري وجمعية آل طبارة هما من أولى الجمعيات العائلية التي عرفتها بيروت سنة 1910 أي قبل ثماني سنوات من نهاية الحكم العثماني، فإن جمعية آل شبارو وجمعية آل سنو هما أولى الجمعيات التي تأسست بعد أشهر من قيام دولة لبنان الكبير في أول أيلول 1920. فقد تأسست كل منهما في سنة 1921، في حين تأسست جمعية آل منيمنة في سنة 1925 وذلك بمبادرة من محمد عمر منيمنة الذي أدخل في بيان الجمعية، مواداً تشدد على إنشاء فرقة كشفية عائلية وتدريبها من قبل جمعية كشفية مرخصة. ثم تأسست جمعية آل عيتاني في 29 تشرين الأول 1931، وجمعية آل يموت في 3 آذار 1934. ثم غيرها من الجمعيات والروابط العائلية مثل رابطة آل غندور الشيخ فتح الله في 15 آذار 1945. وبذلك تبلورت فكرة تأسيس جامعة آل شبارو، في منزل الحاج توفيق شبارو في حاووز الساعاتية، في كانون الثاني 1921، وذلك لحلّ قضية ابنه البكر حسين الذي كان يقاوم الانتداب الفرنسي، عندما كان هذا الانتداب يلاحق الوطنيين من أهالي بيروت، وهم الذين رفضوا الحكم الفرنسي وانفصال بيروت عن دمشق. وقد خطب الشيخ مصطفى الغلاييني في هذا الاجتماع. وكان حسين توفيق شبارو قد نفي إلى جزيرة أرواد، قبل أن يطلق سراحه ليعيش في دمشق حيث تزوج. سارت جامعة آل شبارو بخطى بطيئة إلا أنها وطيدة وراسخة، وكان هدفها الرئيسي "صلة الرحم" القائمة على جمع شمل آل شبارو ليلتقوا باستمرار، رغم أن نشاط الجامعة في تلك الفترة كان محدوداً نظراً إلى مواردها المالية الضئيلة. ومع الأسف الشديد، لم يحتفظ أحد بالمستندات التي تشير إلى أول عمل وخبر تأسست بموجبه جامعة آل شبارو مطلع سنة 1921، أو إلى محاضر الجلسات التي كانت تعقدها الهيئة الإدارية.والحقيقة أن الظروف السياسية التي عاشتها بيروت زمن الانتداب الفرنسي (1920 – 1943)، كانت تعرقل مسيرة مثل هذه الجمعيات العائلية الرائدة في هذا المضمار، لأن الهدف الرئيسي لكل بيروتي ولبناني في تلك الفترة، كان الاستقلال الذي تحقق في 22 تشرين الثاني 1943. لذلك عاد نشاط الجامعة ليتجدد مع الحصول على علم وخبر رقم 1943 تاريخ 29 تشرين الثاني 1945.
انشالله تستفيدون من المعلومه
تّــّحيًاتًــٌيُ::h`e`m`o~ikarus

اداره المشاركات : 257 تاريخ التسجيل : 24/11/2009

يعطيك الف الف عااافيه يالغالي على المعلومات الجميل منك